إنصافا للدكتور نذير ولد حامد .. /الدكتور أحمد النحوي

أحد, 24/01/2021 - 15:59

تعرفت على وزير الصحة الدكتور نذير ولد حامد قبل حوالي خمسة عشر عاما، كنا نسكن متجاورين في حي شعبي في ضواحي انواكشوط، كان يشغل أنذاك منصبا مرموقا في إحدى المنظمات الدولية العاملة في انواكشوط  وكان كثير المحافظة على الصلاة في المسجد مستقيما في عمله مبتعدا عن كل تملق أو ابتذال.  بعدها دخل الدكتور نذير ولد حامد الوظائف الحكومية فكان أحد المكلفين بتنفيذ برنامج التدخل الخاص في فترة الرئيس طيب الذكر سيدي ولد الشيخ عبد الله - رحمه الله - فأحسن في أدائه رغم قصر المدة ورغم استعجال القوم حصاد خمسة أعوامٍ في عام واحد. بعد ذلك عاد الدكتور نذير لعمله في المنظمات الدولية فكان نعم السفير للوطن ويشهد له الذين عملوا معه بالمهنية والصدق وحسن الأداء في المهام التي أوكلت  إليه. استدعي الرجل على عجل للدخول في حكومة الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني الذي  حصل على إجماع لم يجده غيره وكان اختياره لشغل منصب وزير الصحة خبرا مفرحا أثلج صدور الجميع، ورفع من سقف التوقعات فالرجل ابن لقطاع الصحة ويعرف أكثر من غيره المشاكل التي يعانيها القطاع، بحكم تجربته في المجال. بدأ الدكتور نذير مسيرته في الوزارة بإصلاحات عديدة وسعى إلى وضع استراتيجية متكاملة من أجل النهوض بقطاع الصحة وفاءً بتعهدات رئيس الجمهورية، فكانت استراتيجيته تستهدف الإصلاح الإداري والقطاعي ومحاربة الأدوية المزورة وتنظيم الصيدليات وعمل العيادات، إضافة إلى وضع معايير علمية لاختيار المسؤولين الإداريين في المستشفيات من خلال عمل مسابقة وليس تعيينا مباشرا.  في خضم هذه الإصلاحات وما أثارته من لغط برزت أزمة كوفيد التي غيرت وجه العالم وأجلت كل استراتيجية وجعلت القطاع الصحي الهش في بلادنا  أمام امتحان حقيقي فالمعدات قليلة، والقدرة البشرية محدودة، وفئات عريضة من الشعب لم تكن على دراية بخطورة الفايروس ولا بآثاره، ومع هذا فقد تجاوزت بلادنا بفضل الله وبسياسة حكيمة من رئيس الجمهورية وبجهود الطواقم الصحية  من "أطباء وممرضين وأخصائيين" ومن طواقم أمنية ساهمت جميعا في أن يتجاوز البلد هذه المحنة في موجتها الأولي بأقل الخسائر، ويحاولون جاهدين الآن أن نخرج من الموجة الثانية وأن يتوفر اللقاح في أسرع وقتٍ، هذه الاستراتيجية كانت بإشراف من الوزير الدكتور نذير ولد حامد الذي بذل جهده وخبرته ووقته من أجل نجاح هذه الاستراتيجية والانتصار على هذا الفيروس الذي أعجز قوى عالمية كبري. هناك أخطاء لا شك وقعت في هذه الفترة وتلك طبيعة العمل البشري لكن من الإنصاف ذكر جهود الرجل وعدم السعي لاستغلالِ مواضيع إنسانية معينة لمطالبته بإعلان فشله، وتصفية الحسابات السياسية معه، فمن الإنصاف أن نترك الدكتور نذير يكمل مهمته في الوزارة التي نرجو أن تتكلل بالنجاح. يبقى الدكتور نذير ولد حامد رغم كل الحملات التي شنت ضده رجلا نظيف اليد، صادقا في عمله مبتعدا عن السياسة يحاول ما أمكنه ذلك إصلاح قطاع يسبر الفساد غوره منذ عقود وتتقاسمه لوبيات المصالح وبارونات الفساد التي تعودت أن تسرح فيه وتمرح دون رقيب أو عتيد. لنكن منصفين: ولنتذكر أن للرجل إنجازاته المرموقة؛ وأن الأخطاء التي وقعت في  الوزارة - كغيرها من الوزارات - هي مجرد أخطاءٍ نرجو أن تتم معالجتها مستقبلا وأن يستفاد منها في قابل الأيام، ولا تبرر مطالبته بالخروج من معركة إصلاح هو أحد فرسانها الذين نعول عليهم.

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك