زراعة القمح في بلادنا .. والقابلية للتطور

اثنين, 11/01/2021 - 11:22

 

تجكجة إنفو : تستورد بلادنا قرابة 340 ألف طن سنويا من القمح حسب إحصائيات معتبرة بوصفه المادة الأساسية في غذاء أغلب سكان البلاد، وإذا كنا اليوم قادرين على استيراد الحبوب وخاصة القمح ففي المستقبل المتوسط والبعيد وربما القريب سنجد صعوبات هائلة في ظل عالم مضطرب أمنيا واقتصاديا ومناخيا  وما جائحة كورونا ببعيد مما سيشكل تهديدا خطيرا على أمننا الغذائي، ومن  أجل نقص الفجوة بين ما نستورد وما نستهلك ليس امامنا سوى التركيز على الزراعة والصبر على سلبياتها وصعوباتها ووضع خطة متكاملة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار ما تحقق خلال السنوات الماضية والبناء على النقاط المعتبرة وغربة نقاط الضعف وعوامل الخمول.

 ورغم العقبات الكثيرة التي تواجه زراعة القمح في بلادنا سواء من الناحية التقنية او البنيوية يبقى هناك ضوء في آخر النفق تعززه الإرادة السياسية في البلاد بشكل عام وفي قطاع التنمية الريفية بشكل خاص

منذ سنوات قليلة بدت الدولة عاقدة العزم أكثر من أي وقت مضى على ادخال القمح في منظومتنا الانتاجية كمحصول استراتيجي يستطيع في الأخير تغطية حاجاتنا من هذه المادة العالمية الغذائية الهامة .

كانت البداية في الموسم الزراعي 2010 ـ 2011 حيث أطلقت الدولة عن طريق قطاع التنمية الريفية وبتعاون تقني مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية عملية ذات ثلاثة محاور :

البحث

الإرشاد

والانتاج

وقد أجريت التجارب الألوية بوجود خبراء عرب لمعرفة الأصناف الملائمة للظروف البيئية والحزام التقني المقبول في المنطقة المروية ( شمامه) أساسا والمناطق المطرية ، ورغم نقاط الضعف الكثيرة إلا أن العملية التقنية أعطت بعض النتائج والتوصيات كموعد الزراعة وكمية البذار ومقادير الأسمدة وأنظمة الري وان ظل الري بالغمر هو المستخدم.

فموعد الزراعة المناسب للمناطق المطرية من بداية اكتوبر وفي المناطق المروية من 15 نوفمبر وحتى 20 دجمبر.

 

أما كمية البذور المناسبة فهي 60 كغ/ للهكتار في المناطق المطرية و 160 ـ 180 كغ / للهكتار في المناطق المروية وبخصوص الري فالري بالغمر هو الغالب وهناك 12 ـ 14 رية طيلة الموسم ؛ بمعدل رية كل أسبوع  

وبخصوص التسميد هناك عدة أنواع من الأسمدة:

1 ـ الأسمدة المركبة : اذ تضاف في التربة قبل ظهور النباتات

سمادDAP (ثنائي أمونيوم الفوسفات) دي أمونيوم الفوسفات؛ 100 كغ للهكتار يخلط مع التربة ويقلب معها

سماد (9 ؛23؛ 30) 100 كغ للهكتار نفس المعاملة السابقة

2 ـ الأسمدة الآزوتية :

اليوريا 46% بالمائة تضاف على دفعات قبل كل رية على ان يكون المعدل العام 300 كغ للهكتار

هذا من الناحية التقنية أما من الناحية العملية وعلاقة الدولة بالمزارع وطريقة الدعم والتحفيز فقد أعطت الدولة نسبة دعم كبيرة على المدخلات الزراعية البذور والاسمدة وحتى عملية تقليب التربة في مرحلة معينة والتسويق وضمان شراء الغلة بالطرق الاعتيادية عن طريق المؤسسات المعهودة

وواكب هذا الإنتاج محاور أخرى كإنتاج البذور ذلك المحور الذي ظل عقبة كبيرة حيث ظل القطاع يستورد البذور الأساس ويكتفي بإكثار الجيل الأول والثاني عن طريق مؤسسات إكثار وإنتاج البذور.

نعم نجح القمح من الناحية النباتية وأعطت بعض التجارب الشخصية نتائج أحيانا مبهرة كتجربة مشروع بدار البركة في ولاية لبركنة حيث تجاوز انتاج الهكتار 4.2 طن وهو رقم مهول في بلد مبتدئ في زراعة محصول استراتيجي،  وكانت تجربة أخرى في الموسم الزراعي 2014 ـ 2015 مشجعة جدا في منطقة " دارا" 80 كلم شرق روصو، حيث استخدمت بعض التقنيات كالبذارة الآلية والري المنتظم والسماد المناسب كما أن الأرض لاتزال بكرا  لم تتلوث بعد بالأعشاب الضارة او الآفات التي تصيب النبات.

وفي المناطق المطرية تعتبر مناطق الدحارة و بو امديد في لعصابة ، واقليك القظف وكلاب في الحوض الغربي ، وتامورت انعاج في تكانت مناطق ملائمة لزراعة القمح حيث أعطت نتائج جيدة .

وأدخلت زراعة القمح العام المضي في مناطق مطرية أخرى إضافية  في لبراكنة وكوروكل ولعصابة والحوضين وتكانت، في اطار برنامج تطوير الزراعة المطرية الذي أطلقته وزارة التنمية الريفية.

 

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك