فلنحول "كورونا" الى فرصة لمضاعفة الإنتاج

جمعة, 15/01/2021 - 10:45

تجكجة إنفو : 
رغم أن وزراة التنمية الريفية دقت ناقوس الخطر في هذه الظرفية الإستثنائية التي تعيشها بلادنا والعالم من حولنا، واستشعرت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها لتوفير ما أمكن من المنتجات الزراعية المحلية في هذه الظرفية وبدأت البحث في كل السبل للمحافظة على المنتجات الحالية وتسهيل الحصول عليها ، بالإضافة إلى زراعة ما أمكن من المحاصيل على طول السنة رغم المناخ الحار والجاف ووعورة أماكن الانتاج، وقبل ذلك أطلقت برنامجا خاصا لنفض الغبار عن الزراعة المطرية وتحسينها فشيدت السدود ووضعت الخطط التقينة، واطلقت برامج  لتطوير زراعة الخضراوات والأعلاف..الخ ،  كلها أمور مشجعة بيد أن "فيروس كورونا" الذي أوقف الرحلات وأغلق الحدود وفرض حظر التجول وأوقف التدريس وقلص الدوام الرسمي وفرض الحجر الصحي على مئات ملايين البشر وباختصار كاد أن يشل حركة العالم، هو فرصة حقيقية أكثر من أي وقت مضى لتسليط الضوء على الغذاء في المستقبل؛ كيف سيكون مصدره؟ وما هي أهم الخطط لتوفيره؟ ومن جديد تبرز الزراعة بوصفها المصدر الأول لتوفير الغذاء لمئات ملايين البشر بشقيها النباتي والحيواني كالحل الوحيد لتوفير حاجيات الناس من الغذاء والكساء والدواء..
 ولن يتأتى ذلك إلا  بتعاون جميع الفاعلين من منتجين و مستثمرين وتعاونيات ومزارعين صغار، كل حسب طاقته حتى نبلور خطة فعالة لتطوير الإنتاج الزراعي بحصر الموارد المتاحة وتسييرها تسييرا معقلنا ، والإستفادة من الارادة الحاصلة في دعم الجهود الرامية |إلى تطوير  هذا القطاع، ودعم التفكير الشامل والتوجه نحو استصلاح الأراضي ذات القابلية والاستثمار الناجع في مشاريع الري، واقتناء البذور الجيدة وادخال المكننة الزراعية وتوفير الري التكميلي في الزراعة بالمناطق المطرية ،وخلق مزارعين جدد يؤمون بالعملية ودعمهم ؛ وتمويل مئات مشاريع الخضراوات للنساء معيلات الأسر والشباب العاطلين عن العمل في مختلف مناطق البلاد.
 إن الزراعة اليوم لم تعد مجرد خيار بل أصبحت ضرورة لتوفير الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء؛ وإن كنا في السابق نعتمد بشكل كبير على السوق العالمية في غذائنا فهزة "كورونا" يجب أن توقظنا من سباتنا العميق؛ ومن يعتقد أن العالم بعد "كورونا" سيكون كما قبلها فهو مخطئ خاصة في مجال استيراد وتصدير الغذاء بل من المتوقع أن نشهد صعوبة في استيراد المواد الغذائية وخاصة الحبوب في ظل انكماش اقتصادي عالمي متوقع..
 إننا في لحظات غير تقليدية وما خلفته أزمة "كورونا" يجب أن يكون لنا ملهما لإخراج ما في أنفسنا من طاقة إيجابية حتى نحقق مانصبو إليه.

 

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك