الوزير السابق سيدي محمد ولد محم يدون عن قضية منحة دراسية لكريمته  

خميس, 24/09/2020 - 16:07

رغم أنه لاتهمني دوافع الذين أثاروا هذا الموضوع ولا خلفياتهم المتحاملة، إلا أني أشكرهم على إثارته، وقد كنت صريحا حين وضعت الجميع في حل من تقديم أية شبهة حول ذمتي المالية كمسؤول عمومي، وهو ما يتطلب مني بعض الإيضاح للذين أحترمهم ويهمني رأيهم:
زينب سيدي محمد محم، هي مواطنة موريتانية راشدة لم تصرف عليها الدولة الموريتانية أوقية واحدة طيلة مسارها الدراسي، وبعد نجاحها بالباكالوريا الفرنسية وتسجيلها بجامعة ليون 3، التي تخرجت منها لاحقا بليسانس في قانون الأعمال الدولي، كانت قد تقدمت بطلب إلى شركة اسنيم بهدف الحصول على منحة دراسية وهو حقها كآلاف الطلبة الذين تقدم لهم شركة اسنيم منحا دراسية أو إعانات ولازالت لحد الساعة تفعل، (ليس ذلك سراً ومُكتشفه كمُكتشف الشمس) وكان حظها من ذلك الرفض، لأن الشركة وقتها قررت أن تقدم منحاً للطلبة المبتعثين إلى المغرب فقط، وتعطي مجرد إعانات رمزية للطلبة المسجلين بفرنسا لارتفاع كلفة المنح، ولم تكن وحدها من تلقى تلك الاعانة (6000€) التي لاتغطي رسوم التسجيل للسنة الاولى من الماستر والبالغة 6500€ (رسوم التسجيل فقط لسنة واحدة).
لم تستفد من مكانتي في النظام ولا علاقات الأخوة والصداقة والزمالة التي تجمعني بوزير التعليم العالي ولا بالاداري المدير العام لسنيم - على عمقها - في الحصول على أية منحة دراسية، لأني لم أستخدمها أصلا، واكتفت الشركة بالرد على طلبها بتقديم تلك الإعانة الرمزية في وقت قدمت وتقدم فيه الشركة منحا لآلاف الطلاب، ناهيك عن الأطفال والنافذين الذين ظلت تصرف على تعليمهم وإقامتهم "بأوامر عليا" ودون وجه حق، بالاضافة إلى الذين شيدت لهم "القصور والمزارع ومنحتهم الإمتيازات الهائلة" (موضوع ملفات أمام العدالة).
وعموما فلا أحد يتوقع مني أن انصح طالبة راشدة تلقت إعانة بمبلغ مليوني اوقية قديمة بردها، إذ على الشركة التي قدمت الإعانة يقع عبء تبرير ذلك، وتبرير آلاف المنح التي صُرفت لآلاف الطلاب خلال عقود عديدةً، رغم أن أبناءنا ودراستهم كانوا أحقَّ وأولى بتلك المليارات التي صرفتها اسنيم لتصحيح اختلالات صفقة المطار وبلا مبرر، ناهيك عن باقي أوجه الإنفاق الأخرى.
إنني أتشرف بأن الذين سرقوا المليارات جهارا نهارا ونهبوا ثروات البلد ومعادنه وميزانياته وعلاقاته الخارجية، وامتلكوا سلطته وقراره يبحثون اليوم وباستماتة منقطعة النظير عما يلوثون به ذمتي المالية فلا يجدون غير إعانة رمزية قدمتها مؤسسة لم تربطني بها أية علاقة أو وصاية إدارية أو سلطوية من قريب أو بعيد لطالبة كان من حقها على بلدها الحصول على منحة دراسية لاكمال تحصيلها.
ومع أني لست من تقدم بطلب الحصول على المنحة، ولست من استلم الاعانة الرمزية، إذ لو كنت بقصد استخدام مالديّ من مكانة ونفوذ لنالت "بعضا" مما ناله "الآخرون"، ولما ظلت دراستها عبئا على كاهلنا حتى اليوم وهي تتابع تعليمها العالي دون أية منحة من أية جهة كانت.
وعلى كل، وبلغة اليوم، فلئن كانت بذَلت جهدا بتقديمها للطلب، فبالتأكيد لم يُبذل لها أي جُهد من طرفي، وإلا لكان حالها أفضل بكثير.

 

 

 

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك