الشيخ محمد حرمه يكتب : خطاب الرئيس.. الشباب والحصيلة !

أحد, 28/11/2021 - 02:23

الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة ذكرى الاستقلال، كان أول خطاب رسمي له منذ مرور عامين على توليه الحكم، ويمكن وصفه بأنه «خطاب حصيلة»، وأنه حمل رسالة موجهة إلى الشباب «المستعجل» على التغيير والإنجاز.

بعد ذكر الشهداء والقوات المسلحة وقوات الأمن، وجيل التأسيس، توجه ولد الغزواني بالخطاب مباشرة إلى الشباب، فقال: «أنتم، أيها الشباب، قلب أمتنا النابض. أنتم عماد حاضرها وعدة مستقبلها».

ولكن في حديثه مع الشباب، لم يتهرب من المسؤولية حتى لا يكون ذلك الثناء «رشوة»، بل قال إن «النهوض ببلدنا، موقوف على نجاحنا في أن نوفر لكم تعليما ذا جودة عالية وتكوينا مهنيا ناجعا وأن نمكنكم من ولوج سوق العمل والمشاركة في صنع القرار».

هذه كانت رسالة مهمة للشباب: التعليم الجيد، التكوين الناجع، والتشغيل ثم الإشراك في القرار.

الكلمة المفتاحية الثانية البارزة في خطاب الرئيس، كانت «الفساد» الذي تحدث عنه بصراحة كبيرة، وتعهد بأن «ينال المفسدون جزاءهم»، ولكن وفق القانون المعمول به.

والأهم هو تعهده بأن تقارير أجهزة الرقابة والتفتيش ستتم متابعتها، ليترتب عليها ما تقتضيه، هذه رسالة إلى «المفسدين» المفترضين.

بعد ذلك، فتح الرئيس صفحة الحصيلة، فبدأ بـ «حزام الأمان الاجتماعي» الموجه لحماية الفئات الهشة، وسرد الإنجازات التالية:

استفاد أكثر من 1,700,000 شخص من الدعم الغذائي والنقدي المباشر
دمج 100,000 أسرة في تحويلات نقدية مباشرة
توزيع أكثر من 2,000,000,000 أوقية (ملياري أوقية) في برنامج «تكافل»
تأمين صحي لـ 100,000 أسرة فقيرة (620 ألف شخص)

ولتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، قدم الحصيلة التالية:

استصلاح وإعادة تأهيل أكثر من 6000 هكتار من المساحات الزراعية
يجري استصلاح 7000 هكتار أخرى
القطاع الخاص استصلح 2000 هكتار، ويعمل على استصلاح 15000 هكتار
تم بناء 60 سدا و22 حاجزا مائيا
مد 655 كلم طوليا من السياج
توزيع 1500 محراث
استصلاح أكثر من 8000 هكتار من المساحات المخصصة لزراعة الخضروات

وهذه حصيلة العمل على توفير المياه، حيث صرفت 11 مليار أوقية قديمة، على 447 قرية أنجزت فيها المشاريع التالية:

إنجاز 145 شبكة مياه
حفر 265 بئرا إرتوازيا
تجهيز 195 بئرا بمعدات الطاقة الشمسية

وهذه حصيلة جهود توفير الكهرباء:

توسيع الشبكات في 100 بلدة
مواصلة تشييد خطوط عالية الجهد: نواكشوط - نواذيبو، نواكشوط - ازويرات، نواكشوط - السنغال
إقامة شبكات جهد متوسط وجهد منخفض في المناطق الشرقية والجنوبية
العمل على إعادة تنظيم شركة «صوملك»

ولكن، حين نصل إلى مواجهة ارتفاع الأسعار، نجد نوعا من التبرير لهذا الارتفاع، وهو تبرير منطقي، في ظل أزمات الطاقة والشحن والجائحة، التي تضرب العالم، وتدفع نحو ارتفاع جنوني للأسعار، هو ارتفاع متوقع والسؤال كان متوقعا: كيف سنواجهه ؟ وكنا نتوقع الإجابة.

بدا واضحا أن التجار ورجال الأعمال واتحاد أرباب العمل، خذلوا الدولة في عملها على مواجهة ارتفاع الأسعار، والدولة هي الأخرى خذلت المواطن حين تخلت عن الصرامة، فلم يقدم الرئيس سوى وعد باهت، ورهان غير مضمون على «مركزية الشراء والتموين» التي ما تزال مجرد فكرة لم تقف بعد على قدميها.

ربما كنا نتوقع نوعا من الشراسة في التعامل مع «السوق»، على غرار ما سمعناه في بداية الخطاب عن «الفساد».

البطالة هي الأخرى حين تحدث عنها الرئيس، غابت الأرقام الدقيقة، فسمعناه يتحدث عن خلق «عشرات آلاف» فرص العمل، وتمويل «مئات» المشاريع للشباب في مختلف الولايات، يبدو أن الجهة الوصية لم تقدم تقارير صلبة للرئيس !

على العكس من ذلك، حين تحدث عن المرأة ودمجها في الدورة الاقتصادية، عادت الأرقام أدق من السابق:

تمويل تعاونيات ومؤسسات صغيرة لصالح «6000 امرأة»
تخصيص «5000 قطعة أرضية» لبناء مساكن اجتماعية لصالح الأسر الهشة

وفي ذيل الخطاب، جاء الحديث عن «التشاور السياسي»، الذي لا يثير اهتمام أي أحد، ويبدو أنه لم يعد ضمن «الأولويات»، وإنما جامل الرئيس «أصدقاءه» في المعارضة، بالمرور عليه مرور الكرام.. 

عيد استقلال مبارك وكل عام وموريتانيا بألف خير

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك