قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"، وقد أخبرني مدير الديوان المرتقب لسنة 2029، إمام الدين ولد أحمدو، مدير موقع لكوارب الإلكتروني، بهذا الخبر أو الفاجعة المدوية، لكن وفق ثقافتي وطريقتي الخاصة مع الحالات المتشابهة المتكررة على غرار الوالدة رحمها الله قبل سنوات، والخال أبراهيم ولد الحسن قبل أيام، رحمه الله، تعودت أن أتسلل إلى قلبي منتبها لنبضاته ورعشاته، قابضا على ذلك الحال النفسي الصعب بقولي في حق المعني، على وجه المسارعة، رحمه الله.
وكذلك كنت حين سمعت بهذا الخبر، الصاعق المفاجئ، ورغم العواطف المشروعة، على غرار قولته صلى الله عليه وسلم التليدة: "إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبراهيم لمحزونون"، لكن اللحظة أشد جدية وأولوية في حساب الرجولة ومصلحة القضية الفلسطينية، من ذرف الدموع وترك الحبل على القارب للعواطف الجياشة المشروعة.
ونكتفي بهذا في ركن العاطفة لنقول في ختام هذا الركن العاطفي المشروع، حق لهذه الأمة الإسلامية برمتها، أمة إسلامية وأمة حق وعدالة ومظالم، أن تبكي طيلة هذا اليوم بكل ساعاته ولحظاته وجزئياته المختلفة منذ، إعلان استشهاد أسد الله هنية، لكن البكاء الحقيقي على الشهيد أن ننقل هذه البكائية التاريخية إلى ساحات العدو بمختلف أشكاله وألوانه، وبالدرجة الأولى في ساحة الصهاينة من اليهود الموتورين الظالمين المعتدين إلى ساحات أحلافهم من الغرب والعرب ومختلف الأجناس والأعراق حتى نشفي قليلنا على وجه كامل متنوع، وعميق وبعيدا عن تجاوز حدود العقاب.
ورب الكعبة لن يذهب دمك سدى، ولن تكون دمائهم دماء، ودمائنا ماء، ورب الكعبة سندك حصونهم دكا، وسيتطاير دمهم بركة وانتقاما مشروعا في كل بقعة صهيونية أو غربية أو عربية، ارتاحت لهذا الحدث، أو ساعدت في التخطيط له، من قريب أو من بعيد.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
ومن باب التحليل الواقعي لقد أجهضت كل المفاوضات السابقة واللاحقة بين حماس والكيان الصهيوني وعبر كل الدوائر العربية والغربية والعالمية ولن يندمل جرح إسماعيل هنية إلا حين يحل الوعد الرباني الصادق على لسانه صلى الله عليه وسلم: "وحتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا شجر القرقد فإنه من شجر اليهود".
لقد تجاوزوا في الطيش والتلاعب بكل حرماتنا من أرض وعرض ونفس ومن أعز مقدساتنا ورموزنا ويستبعد أن يستمع الحمساويون لصوت العقل، لما تدعون بأنه صوت العقل، فصوت العقل وعزة النفس والكرامة والإباء تفرض أن يستمر الرد، حتى يتحقق الوعد النبوي الصادق، المذكور آنفا.
وأكرر لقد سقطت كل المفاوضات في الماء الساخن، وسقطت كل المخططات الصهيونية والغربية في الشرك الجهادي الغزاوي المتواصل، وستتوسع دائرة المعركة لندخل حتميا وفي وقت وجيز لمرحلة الملاحم الكبرى، التي ذكرت في أحاديث الفتن، لكن الصهاينة فتنوا أنفسهم بأنفسهم ولم نكن البادئ بالاعتداء يوما، والبادئ أظلم.
وفي الختام نكرر شعار الإخوان المسلمين التاريخي، الذي دبجه شيخنا الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى، تناغما مع الملخص التوحيدي الجامعي "رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا".
وسنظل على النهج السني سائرون:
"الله غايتنا
والقرآن دستورنا
والرسول صلى الله عليه وسلم زعيمنا
والجهاد سبيلنا
والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"
وهنيئا مجددا للشهيد إسماعيل هنية، ولكل شهداء غزة بالارتقاء لجنان الفردوس الأعلى من الجنة، ونرجو الله أن يجعله من الذين قيل فيهم "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".
ونذكر بقوله جل شأنه في هذا المقام الاستشهادي المشرف: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
حرر بوادي تيارت غرب مدينة أطار، عند نزل الأستاذ الجامعي سالم ولد حم ولد اعبيدن – عميد كلية الشؤون القانونية والاقتصادية، يوم الأربعاء المبارك، الموافق 31 يوليو/ تموز 2024م.