شيخاني ولد الشيخ لماروك إيبدو: من المستحيل وجود اتحاد مغاربي بدون المغرب

نشرت جريدة ماروك إيبدو الدولية مقابلة مع الفاعل السياسي والمهندس شيخاني ولد الشيخ سلط فيها الضوء على الإشعاع الروحي للشيخة العزة منت الشيخ آياه وحياد موريتانيا من الصراع بين المغرب والجزائر. 

وفي ما يلي نص المقال كما نشرته الجريدة المغربية

تعتزم الجزائر تنظيم قمة مغاربية عربية على هامش الاحتفالات بالذكرى السبعين للثورة الجزائرية، في الأول من نوفمبر 2024. والسؤال هو عن أي مغرب عربي يتحدث النظام الجزائري؟ وهل سيكون اتحاد المغرب العربي قابلاً للحياة بدون المغرب؟ عن هذا السؤال يجيب الشيخاني ولد الشيخ، الكاتب والباحث السياسي الموريتاني ورئيس الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية، مباشرة بأنه "كما يستحيل أن يكون هناك اتحاد أوروبي بدون فرنسا, فإنه يستحيل تماما أن يكون هناك اتحاد مغاربي دون المغرب، لأنه الدولة الأولى على رأس المغرب العربي، والأكثر من ذلك أنه البلد الذي حمل اسم المغرب العربي منذ القدم إلى يومنا هذا. لذلك يجب على الجزائريين أن يوفقوا بين مفهومهم للدولة القومية والتكامل المغاربي. وعليهم أن يفهموا أيضا أنه إذا كان المغرب يعارض أي فكرة تمس سيادته، فلا ينبغي أن ينظر أحد إلى ذلك على أنه يتعارض مع التكامل المغاربي الذي نريده جميعا. وبعيدا عن هذه الفرضية، فقد أثبتت التجربة أن أي إطار آخر سيولد ميتا. وقد اعترفت فرنسا مؤخرا بوضوح بأن الصحراء أرض مغربية، وسيقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة دولة إلى المغرب يوم الاثنين 28 أكتوبر 2024 لمدة ثلاثة أيام". 

وأضاف السيد شيخاني ولد الشيخ أنه في ضوء العلاقات المتوترة بين  المغرب والجزائر، فإن "موريتانيا تحافظ على موقف الحياد، أي حياد إيجابي. ولا يجب أن ننسى أن الوضع في منطقة الساحل مقلق ويتطلب التعبئة لإسكات أفواه البنادق. أما بالنسبة لعلاقات موريتانيا مع المغرب، فهي علاقات متجذرة أكثر عمقا وتؤطرها روابط روحية تشكلت عبر الزمن. ولا يفوتني هنا أن أذكر بالتضامن الذي أبداه المغرب تجاه موريتانيا في أصعب الظروف، وأن أؤكد على تأثير النساء من خناثة بنت بكار التي توفيت سنة 1754 للميلاد وكانت زوجة السلطان العلوي  مولاي إسماعيل، إلى الشيخة العزة منت الشيخ آياه اليوم. حيث تميزت الشيخة العزة منت الشيخ آياه بشكل خاص في مواجهة الكوارث الإنسانية، حيث قامت بتوزيع مساعدات على 2130 أسرة موريتانية وساهمت بذلك في تضميد جراح السكان الذين يعيشون على ضفاف نهر السنغال، على الحدود مع السنغال، وساهمت بشكل خاص في مواساة المتضررين من الفيضانات التي سببتها الفيضانات التي شهدها النهر الواقع على الكيلومتر 7 من بلدة روصو". 

إن موافقة العمل الإنساني والجمع بين الناس هو وسيلة لتوطيد العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا. خاصة عندما يكون هذا العمل مدعومًا بخطاب ذي أبعاد دينية واضحة. على سبيل المثال "الدروس الدينية (الدروس الحسنية) التي ترأسها جلالة الملك محمد السادس خلال شهر رمضان المبارك، والتي نعول عليها في نقل رسائل تدعو إلى تعزيز علاقات موريتانيا بالمملكة الشريفية. ويوضح شيخاني ولد الشيخ أن هذه الدروس حظيت بإشادة المشايخ  ومنهم المرحوم محمد فاضل بن مامين، والمرحوم الشيخ سعدبوه آباء الشيخة العزة منت الشيخ آياه". ويختتم حديثه بالإشارة إلى أنه مهما كان السياق والظروف، فإن العلاقة بين نواكشوط والرباط ستبقى متينة للغاية لأنها متجذرة في التاريخ المشترك للبلدين.

j