صونادير تنظم أياما تشاورية مع السلطات والمنتخبين والفاعلين حول خطتها الاستراتيجية  2024 - 2026

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 04-06-2024، في مدينة روصو أيام تشاورية تنظمها الشركة الوطنية للتنمية الريفية "صونادير"، تهدف إلى التشاور مع السلطات الإدارية والمنتخبين والفاعلين في القطاع الزراعي حول الخطة الاستراتيجية للشركة 2024 – 2026.

وقد تم افتتاح الأيام بحضور الأمين العام لوزارة الزراعية أحمد سالم ولد العربي، ووالي اترارزة محمد ولد أحمد مولود، والمدير العام للشركة حماد ولد ديدي ولد سيد احمد، وحكام مقاطعات روصو واركيز وكرمسين، وعمدة روصو، ورئيس رابطة عمد اترارزة، والسلطا٨ت العسكرية والإدارية، وعدد من أطر القطاع، إضافة إلى المئات من رؤساء التعاونيات، والفاعلين في القطاع الزراعي.

ورحب عمدة بلدية روصو بمب ولد دامان بالحضور، معتبرا أن الأيام التشاورية تكتسي أهمية كبيرة، ويعول عليها في الوصول إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع المرحلة المقبلة.

وأكد أهمية الأدوار التي تتطلع بالشركة، ودورها في تحسيس ومواكبة المزارعين من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب والخضروات.

بدوره قال المدير العام للشركة الوطنية للتنمية الريفية "صونادير"، إن الأيام التشاورية تهدف إلى وضع خطة عمل تمتد لثلاث سنوات سوف يكون من شأنها تسريع الوتيرة التنموية الزراعية المتوخاة، معتبرا أن ذلك يأتي بفضل التوجيهات السامية لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وبإشراف مباشر من حكومة الوزير الأول محمد بلال مسعود، والهادفة إلى تجسيد مفهوم الأمن الغذائي عبر تحقيق الاكتفاء الذاتي والذي من شأنه أن يعزز الواقع الاقتصادي والتنموي في بلدنا وذلك من خلال أسس رئيسية تعنى بالاستثمار في البنية التحتية الزراعية وتوفير الدعم والتأطير للمزارعين"، على حد تعبيره.

وأوضح أن المرسوم رقم 61/05 جاء ليؤكد على جدية سياسية الحكومة في هذا الصدد، مؤكدا أنه سمح بإعداد هيكل تنظيمي جديد للشركة الوطنية للتنمية الريفية "صونادير" مكنها من الاطلاع بمهام جديدة واستحداث إدارات مركزية مع إعادة تنظيم الإدارات الجهوية، مشيرا إلى أن "الهيكلة الجديدة مكنت كذلك الشركة من تعزيز تسيير إدارة الموارد البشرية ضمن الشركة بحيث تم رفع سقف الأجور وخلق مناخ جاذب للأطر والكفاءات القادرين على مواكبة تحديات المرحلة ومن تطبيق استراتيجية الشركة الرامية إلى تعزيز الواقع التنموي والزراعي".

وأكد ذات المتحدث أن "ذلك ظهر جليا من خلال التعاون بين الشركة الوطنية للتنمية الريفية ووزارة التشغيل والتكوين المهني، حيث استقبلت الشركة أكثر من 50 شابا من حملة الشهادات ومن خريجي المعاهد الفنية الوطنية، مواكبة بذلك ملامح المرحلة القادمة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في نص خطاب ترشحه الأخير، حين أعلن أن مأموريته المقبلة سوف تكون مأمورية للشباب تعتمد عليه ويعتمد عليها".

وأعتبر حماد ولد ديدي ولد سيد احمد أن "الواقع الزراعي في بلادنا عرف تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة مكنها من بلوغ الاكتفاء الذاتي في محاصل أساسية تدخل ضمن منظومة الأمن الغذائي، ومنها على سبيل المثال، محصول الأرز"، مؤكدا تغطية ما يقارب الـ 90% من حجم الاستهلاك المحلي من هذه المادة، بالإضافة إلى محصول الخضروات، وهو ما يؤكد مستقبل التصدير الواعد لهذا المحصول.

وأشار إلى أن "خطة العمل الجديدة تعتمد على خمسة محاور استراتيجية هي، إعادة حكامة الشركة، وتنفيذ خطة التطوير، وإعادة تأهيل وتعزيز البنية التحتية، وتنمية وتثمين الإنتاج الزراعي، وحماية البيئة والتخفيف من آثار التغير المناخي".

وأضاف "سوف تكون أولوية خطة العمل تقديم التأطير والدعم للمزارعين من خلال مواصلة تنمية وتطوير التعاونيات الزراعية والتي أفضت حتى الآن إلى إعادة هيكلة وتنظيم مكاتب أكثر من 1400 تعاونية لم تشهد أي مراجعات تنظيمية خلال السنوات الماضية رغم وجود 60 ألف مزارع منخرط في هذه التعاونيات يمتلك كل منهم مساحة مستصلحة مجانا من طرف الدولة، واستعدادنا لتقديم كل ما يحتاجونه من دعم وتأطير ومساندة"، داعيا إلى التعرف خلال هذه الأيام التشاورية على الادوار التي تتطلع بها صونادير وخاصة سياستها التنظيمية.

وأشار المدير العام للشركة إلى أن هذه "السياسة سوف تفضي إلى قوننة العلاقة بين الشركة والتعاونيات الزراعية، وابرام عقود من شأنها تعزيز كفاءة الدعم الموجه لهذه التعاونيات من خلال خطة تنمية التعاونيات والتي سوف تكيف مع كل تعاونية بشكل مستقل انطلاقا من واقعها وآفاقها حتى يتم تحديد التزامات جميع الأطراف"، معتبرا أن خطة العمل سوف تساهم في وضع أسس العلاقة مع مؤسسات القطاع الخاص والمستثمرين في المجال الزراعي والخصوصيين عبر دفاتر التزامات وعقود التسيير والصيانة.

وقال ذات المتحدث إن دمج خطط تنمية التعاونيات مع البنى التحتية الزراعية سوف يقود إلى خطة بلدية أوسع ستسمح بالتعاقد مع البلديات بعد التعاقد مع الجهات، مضيفا "أن تكاتف جهودنا جميعا من مزارعين ومنتخبين وإدارة هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى أهدافنا في مجال الأمن الغذائي في أقرب وقت وبأقل تكلفة".

وأعتبر ولد ديدي أن "هذه الأيام التشاورية لم تكن لترى النور لولا الإرادة والدعم الراسخين المقدمين من طرف رئيس الجمهورية، وما يوليه من اهتمام لنمو الشركة دعما لمردوديتها على المزارعين، ووعيا منه لدورها الرافد لهم، كما كان قد أكد وفي أكثر من مناسبة على ضرورة تجسيد مبدأ الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي مستشرفا بذلك نهجا واضح المعالم والملامح"، حسب تعبيره.

بدوره قال الأمين العام لوزارة الزراعة أحمد سالم ولد العربي، إن تنظيم هذه الأيام يدخل ضمن مساعي تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعبئة كل الطاقات الوطنية من أجل إنجاز ذلك على أرض الواقع.

وأكد أن هذه الأيام التشاورية ستشمل ولايات الضفة، وستمكن من تأطير المنتخبين وكافة الشركاء من تعاونيات زراعية ومستثمرين في القطاع للتعرف على المهام الجديدة لشركة صونادير، وعلى استراتيجيتها خلال السنوات الثلاث المقبلة التي ضمنها هيكلها التنظيمي الجديد".

وأضاف "سيسمح ذلك أيضا بعرض شراكات جديدة بين المؤسسة ومختلف الفاعلين المعنيين بغية زيادة الإنتاج الزراعي وتنويعه"، معلنا انطلاقة الأيام التشاورية.

 

j