عند إعلان إجازة الحكومة لمشروع القانون المتعلق بحماية الرموز الوطنية وتجريم المساس بهيبة الدولة وشرف المواطن، سجلت ملاحظات ثلاثا طبعها التعميم والإجمال، يمكن العودة إليها في هذه الصفحة.
في عيد سابق فرضت السلطات حظر تجول أيام العيد يبدأ الساعة الرابعة مساء، قاطعة الطريق أمام التجمعات المسائية، حينها واجه القرار انتقادات لاذعة بالتضييق على الناس، ومنع الرزق والفرح، ويوم أمس حين لم تفرض الحظر في المساء، مكتفية بأنها طلبت من المواطنين الحذر، فاتهمت بأنها تعرض حياة الناس للخطر ويجب أن تستقيل !
"إننا نمر في هذه الأيام بفترة حساسة جدا وحاسمة جدا، فإما أن نتمكن من التصدي للفيروس ونمنع من انتشاره، فنسلم بذلك من الخطر، وإما أن نتراخى ونتهاون في التصدي له، الشيء الذي قد يؤدي لا قدر الله إلى تفشي هذا الفيروس في بلادنا.
يبدو أن من بيننا من يسعى حثيثا إلى تدمير الوطن ومسخ وتشويه رموزه وقيمه ومنظوماته القانونية والشرعية والأخلاقية، ويتخذ من الإفك ملهاة سيئة الحبك والإخراج!
لا شك أن الفضاء المفتوح للإعلام الاجتماعي بواسطة الانترنيت وبفضل الشبكة العنكبوتية خلق وأتاح فضاءات جديدة غير مسبوقة للحرية بكل أشكال التعبير وسرع وتيرة التقارب بين الشعوب والثقافات والهموم والمخاوف، وأتاح طرقا مبتكرة للمكاشفة بالحوار والتبادل والإثراء بقرب مصطنع ولكنه جازي.
عودتنا النخب السياسية والإعلامية في هذه البلاد على أن لا تفكر ولا تكتب ولا تتحدث إلا في إطار ردود الأفعال، ولذا فقد توقف الحديث ـ وبشكل شبه كامل ـ عن الجريمة في أيامنا هذه، وذلك بعد أن كان الحديث عنها هو الشغل الشاغل للجميع خلال الأيام والأسابيع الماضية، والتي كانت قد شهدت ـ وللأسف الشديد ـ بعض الجرائم الصادمة التي هزت المجتمع بأكمله.
شكلت نتائج الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ( يونيو 2019 ) فى مناطق الحوضين رسالة بالغة التأثير، بعدما كشفت الأرقام الصادرة عن اللجنة المستقلةللإنتخابات انحياز الناخب فى تلك المناطق لصالح قائد أركان الجيش لأكثر من 10 سنين، والمرشح المستقل محمد ولد الشيخ الغزوانى، بينما تقلصت حظوظ منافسيه فى مجمل الدوائر الإنتخابية داخل كبريات المدن وفى الريف على حد سواء.
أعتقد أن اللحظة الراهنة تتطلب من مجمل عقلاء الحقل الصحفى بموريتانيا والمشفقين عليه، العمل من أجل رص الصفوف وتوحيد الكلمة، والدفع باتجاه لائحة مشتركة بقيادة النقيب محمد سالم ولد الداه، من أجل مواصلة المشوار، وحمل السلطة على القيام بالدور المنوط بها، واتخاذ قرارات جريئة لصالح تنقية الحقل الصحفى وتمهينه.
ورد في خطاب رئيس الجمهورية في مدينة روصو أمران مهمان، الأول استراتيجي ومطلبيته ملحة، وهو الإعلان عن مسعى الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي (تحقيق الأمن الغذائي لبلادنا) والثاني حساس والحذر فيه مطلوب، وهو الصرامة ضد توظيف الانترنيت والفضاء الإعلامي الحديث لزعزعة الأمن ونشر الكراهية.