استقيلي وزيرتي العزيزة/ حنفي ولد دهاه

اثنين, 18/02/2019 - 09:35

في العادة، يبادر المسؤولون المحترمون، الذين يأبهون لثرثرة التاريخ، و لوخز ضمائرهم، لتحمل مسؤلياتهم أمام الله و الوطن، غير مترددين في اتخاذ الخطوة المناسبة لذلك. غير أن الشجعان وحدهم من لا يتثاءب أمام تلك المواقف التي لها ما بعدها..

منذ يومين شهدت إعدادية بمقاطعة عرفات، التي يسكنها الفقراء و المطحونون من أبناء المجتمع حدثاً جللاً، فقد انهارت إحدى حجراتها على أمهات رؤوس التلامذة، أثناء دراستهم. فأصيبت فتيات في عمر الورود. و رغم أن الإصابات تم وصفها بـ “الطفيفة”، إلا أن خطورة سقوط سقف مبنى على كائن بشري يفتح احتمالات كثيرة على مصراعيها، و لكن الله سلّم.

بادرت وزيرة التهذيب الناهة بنت مكناس بزيارة برتوكولية للإعدادية المنهارة، و وعدت بعلاج الجروح “الطفيفة”.. غير أنها لم تتحدث عن معاقبة المسؤولين، فضلاً عن أن تستقيل من منصبها، فلا مسؤولية تتعدّاها في هذا الكارثة، التي بلغت سدرة منتهاها في التهاون بأرواح الأطفال.

الحادثة استهتار بأرواح الأطفال الصغار و بتنمية عقولهم و معارفهم، و هي مهمة المدارس.. استهتار بالفقراء في الأحياء الشعبية، حيث لا بواكي لهم.. استهتار  بالمرافق العمومية التي تنفق الأموال الطائلة، من جيوب دافعي الضرائب على إنشاءها، غير أن إهمالها و عدم صيانتها يكون سبباً لسقوطها و ضياع أموال الشعب.

نحن شعب يفتقر لثقافة تحمّل المسؤولية، و التحلي بالشجاعة للاعتراف بالخطأ. فلو وجدت هذه الروح التي تُحاسب نفسها قبل أن تُحاسَب لدي السيدة الوزيرة لبادرت لتقديم استقالتها، غير مترددة و لا واجمة. فمن لم يستطع أداء مهمة ما على وجهها الأكمل فليعترف بذلك، و ليعطِ القوس باريها، ثم ليتوجه لمجال آخر يتقنه، و يمكنه أن يبدع فيه.

ينبغي أن تعطي بنت مكتاس مثالا حياً للمسؤولية باستقالتها.. ثم أنها لن تخسر كثيرا لو ضحت بستة أشهر هي ما بقي من عمر هذا النظام، و تدخل بذلك التاريخ، و قد سنّت سنةً حسنة للمسؤولين المقصرين في واجباتهم.

صحيح أن بنت مكناس ليست وحدها من عليه تقديم استقالته، فمثلها جميع مسؤولي الأمن الفاشلين، الذين فرّطوا في حياة الشاب الكادح محمد ولد برّو رحمه الله.. فليستقيلوا، و ليكن آخر من يستقيل كبيرهم الذي علمهم النكوص عن الواجب، محمد ولد عبد العزيز.

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك