تكَلّم، أيها الجنرال غزواني.!/ حنفي ولد دهاه

سبت, 16/02/2019 - 09:25

الدعاية التي يحاول أنصار ولد الغزواني في الحزب الحاكم أن يسوّقوه بها هي أنه ”استمرار لنظام ولد عبد العزيز“ و هي العبارة التي وصفه بها فرانسوا هولاند في مقابلته مع صديقي الحسن ولد لبات، في برنامجه التلفزيوني ”حوار الساحل“، غير أن الرئيس الفرنسي السابق أردفها باستداركه ”الديماني“، فقال: ”رغم الفروق الشخصية طبعاً“..

الفروق الشخصية التي يتحدث عنها العارفون بالجنرالين تبيح التشكيك في وقوع الطيور على أشكالها.

لا يخدم الجنرال غزواني، حالاً أو مآلاً، أن يكون استمراراً لرئيس مُبغّض، يكرهه شعبه أكثر مما يكره فضوليٌّ العمى و الصمم.. و ربما لولد الغزواني أسبابه التي تفرض عليه الركون لهذه الدعاية البائسة، فقد يكون من التحرّف للقتال الذي تمليه عليه وضعيته السياسية الراهنة.

غير أن على الرجل أن يتكلم ليُعرف.. فهو كما يبدو لا يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان، و السياسة حديث، و إقناع، و تبرير، و محاججة، و تشقيق كلامٍ و ترسيله.. فالطيور لا تنزل على رؤوس الساسة، و العُشب السياسي لا ينبت إلا على حجر يتحرك.

ستكون سابقة من نوعها، إن وصل ولد الغزواني للسلطة، أن يحكم بلادَه سياسي أخرس، قطع مسيرته لسدة الحكم دون أن يفغر فاه، عكسَ ما يحدث عادة في الحياة السياسية التي تعتمد غالباً على الأبهة اللفظية.

لن ينفك الارتباط الذهني بين الجنرال عزيز إلا إن تحدث الجنرال المُرشح للشعب الذي يلتمس منه انتخابه في الرئاسيات المقبلة، فبدون الكلام لا يمكننا تقييم الرجل، و لا تحديد تصوّر عن شخصيته الغامضة، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.!

ربما سنزداد إعجاباً بشخصيته حين يعبر عنها بلسانه، و ليس بلسان ولد محم و الشيخ ولد بايه و فرانسوا هولاند.. و ربما سيمدُّ أبو حنيفة رجليه، ليواليه من يواليه و يعارضه من يعارضه عن بيّنة..

الانقلابيون وحدهم يصلون للسلطة دون أن يتكلموا.. و وصول ولد الغزواني للسلطة مطبقاً شفتيه كتمثال فولاذ، دليل على أنه استمرار للانقلاب الغبي على المحترم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، و أنه لا حاجة لديه لإقناع الموريتانيين، ما دام معتمداً في ذلك على فوهة بندقية.

ينبغي أن يستوعب المرشح الأخرس أن موريتانيا تغيرت كثيراً بعد 2008، و أن الشباب الذي هو عصب الحياة و شريانها لم يعد يقبل التدجيل و التدجين، و أن الرقم على الماء و حجب الشمس بغربال أسهل الآن من حجب المعلومات .

على الرجل أن يخرج من صمته الأبدي، و أن يقنع شعبه أن لديه أفكاراً و رؤىً و طموحاً للنهوض ببلاده، و ليس مجرد دمية ماتروشكا، يتم تسويقها على أنها ”استمرار لنهج أخرق“…

.. في البادية عادة تنصَح الأسرةُ ابنتَها البلهاء، التي رتبوا لها زواجاً مع ابن عم غرير، أن لا تقابله و لا تتحدث معه إلى أن يتم الزواج، خشيةَ أن تكشف من بلاهتها ما يغيّر رأيه في الارتباط بها. ”كما كتمت داءَ ابنها أمُّ مُدّوي“.. و لها بعد أن تقع الفأس في الرأس أن تتكلم.!

و أخشى ما أخشاه أن يكون غزواني تلك البنت التي لن ينجح تزويجها إلا بصمتها..!

إعلانات

 

 

 

تابعنا على فيسبوك